فصل: تعريف اسم الله المصور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.علاقة التصوير في القرآن والسنة بالحامض النووي:

لكل كائن حي كالإنسان صورة مميزة عن باقي الكائنات ركبها الله وفق مشيئته {في أي صورة ما شاء ركبك}. والعلم الحديث يقول بأن الصورة الشكلية للكائن لن تتركب إلا في وجود الحامض النووي (دنا) الذي يمثل الصورة الجينية (الشفرة الوراثية) للصورة الشكلية للكائن. وبإذن الله سوف نثبت في هذا البحث أن التصوير المذكور في القرآن والسنة يحمل في طياته إلى جانب الكلام عن الشكل الخارجي الكلام عن الحامض النووي ودوره في انتقال الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء وذلك بالأدلة الآتية:
1. الخالق اسم عام والمصور اسم خاص:
ذكر الله التصوير في الكلام عن الإنسان في ستة آيات فقط في مقابل العدد الكبير من الآيات التي تتحدث عن خلق الإنسان وغيره من المخلوقات. وكل المخلوقات الغير الحية كالسماوات والأرض والجبال والشمس والقمر والنجوم لها صورتها الشكلية الخاصة بها، ولو كانت تأخذ صورتها باسم المصور لاقترن فعل التصوير بفعل الخلق في ايجادها كما حدث مع الإنسان. ومثال ذلك:
أ- حواء {خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} النساء1.
ب- الأنعام {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ} النحل5.
ت- النبات {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الازْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأرض} يس36.
ث- إبليس {أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} الأعراف12.
ج- الجان {وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ} الحجر27.
ح- السماء والأرض {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} 57 غافر.
خ- الطرائق {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ} المؤمنون17.
وهذا يوضح لنا أن كل مصور مخلوق وليس كل مخلوق بمصور، قال تعالى: {قُلِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} الرعد16. ومن المعلوم أن المخلوقات تنقسم إلى صنفين أحدهما له ذريه والآخر ليس له ذريه. وكل ذريه هي صوره من أبائها ولا يحدث ذلك إلا عن طريق الجينات والقواعد الوراثية المعلومة. وعليه فعدم ذكر التصوير مع الجمادات لأنها لا تتكاثر بينما ذكر التصوير مع الإنسأن لانه يتكاثر وله ذريه على صوره أبيها آدم في كل التركيبات إلا أنها تختلف عنه في الشكل. ولما كانت القوانين التي تحكم تكاثر الكائنات الحية الأخرى مشابهة لقوانين تكاثر الإنسان فلم يذكر الله التصوير مع هذه الكائنات لأنه معلوم بالاستنباط من سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري (أتى رجلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ولد لي غلام أسود فقال النبي هل لك من ابل، قال نعم، قال ما ألوانها، قال حمر، قال هل فيها أورق، قال نعم، قال فأنى ذلك، قال لعل نزعه عرق، قال لعل ابنك هذا نزعه عرق).
2. تحدى الله الناس بإيجاد الذباب بالخلق وليس بالتصوير:
{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ الله لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} الحج73، ولو كان التحدي بالتصوير لفعلها الإنسان بالاستنساخ بأن يأتي بخليه من الذبابة بما تحتويه من كروموسومات تحمل صوره وراثية مطابقة للذبابة الأم وباستثارة هذه الخلية بطريقه معينه فنحصل على ذبابه طبق الأصل من الذبابة الأم وهذا ما قد حدث بالفعل مع النعجة دولي. ومع أن الاستنساخ ليس بمعجزه لأن الإنسان يستخدم فيه الحامض النووي المصنوع من قبل الله إلا أن الله لم يتحدى البشر بالتصوير ولو تحداهم بالتصوير لأعجزهم لأنهم لن يستطيعوا صنع الحامض النووي. ولأن الله لا يريد الجدل بل يريد التعجيز فقد تحداهم بالخلق وليس التصوير كما تحدى النمرود بأن يأتي بالشمس من المغرب ولم يجادله في إحياء الموتى.
3. معنى التصوير:
قال القرطبي والشوكانى أصل اشتقاق الصورة من صاره إلى كذا إذا أماله، فالصورة مائلة إلى شبه وهيئة. اهـ. وهذا التعريف يعطينا فكره عن لوازم التصوير وهي مصور وآلة تصوير والشئ المراد أخذ صوره له ومادة يتم التصوير عليها (الفيلم). وقد قال تعالى عن نفسه أنه المصور وآلة التصوير عنده كن فيكون. فما هو هذا الشيء المراد أخذ صوره له وما هي المادة التي يتم التصوير عليها (الفيلم)؟
بعد أن خلق الله آدم خلقا كاملا بصورته كما في الحديث المتفق عليه (خلق الله آدم على صورته) صار آدم هو الشيء الذي يتم أخذ صوره له وهذه الصورة قد أخذت على مادة يتم التصوير عليها. أقول وبالله التوفيق بأن هذه المادة التي تحمل صوره طبق الأصل من آدم هي الحامض النووي الموجود بداخل خلايا جسم آدم. ومن المعلوم أن الحامض النووي هو صوره طبق الأصل من صاحبه وقد استخدمت هذه الحقيقة في عملية استنساخ الكائنات الحية من الخلايا الخاصة بها ومثال ذلك النعجة دوللي. ويدل على صحة هذا الفهم قول الله: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ} آل عمران 6، فالله هو المصور وآلة التصوير كن والصورة هي الذرية، والشيء الذي تم تصوير الذرية منه في الأرحام هو الحامض النووي في النطفة {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ} المؤمنون 13،12. فالحامض النووي يمثل الوسيط في نقل الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء بحيث يكون الآباء هم الأصل والذرية لهم صوره، قال تعالى واصفا الذرية بكلمة صوره {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ} الانفطار8. والتصوير بهذه الكيفية يعطى الكمال لاسم الله المصور لأنه بذلك أوجد التقدير الوراثي لخلق الذرية من النطفة في الأرحام.
4. دقة كلمة التصوير في وصف انتقال الصفات الوراثية عبر الحامض النووي:
لا يستطيع أي عالم من علماء الوراثة أن ينكر أن الحامض النووي في الخلية البشرية هو صورة (تمثال) الجسم البشرى وأن الجنين في الرحم هو صورة (تمثال) الحامض النووي في النطفة. ولذا سمى الله الجنين في الرحم صورة {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ} {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ}. وكلمة التصوير المستخدمة في القرآن والسنة أدق من كلمة النسخ (Copy = Transcript) المستخدمة في اللغة الانجليزية لوصف انتقال الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء عبر الأمشاج، فالنسخ يقتضي النقل الحرفي بدون تغيير أي المساواة أو التكرار. والتكرار قد يحدث في التكاثر اللاجنسى في الكائنات الحية من أجل تضاعف عدد الخلايا ولكنه لا يحدث في أثناء انتقال الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء عبر الأمشاج وإلا لما كان هناك تحسين في النسل ولكان الأبناء مثل الآباء في الشكل والتركيب الوراثي. أما كلمة التصوير (التمثيل) لغة العرب فتدل على احتمالية حدوث تغير في الصورة عن الأصل حتى ولو كان التغيير في الاتجاه فقط كما يحدث لصورة الإنسان في المرآة أو في الصور الفوتوغرافية. كما أن التصوير قد يكون مطابق للأصل فيكون بمعنى النسخ. إذا فالتصوير قد يراد به التساوي أو الاختلاف.
وهذا الفارق الكبير بين النسخ والتصوير (التمثيل) ليس ابتداعا منى ولكنه معروف ومستخدم في لغة العرب ونجده كالأتى:

.معنى النسخ في لغة العرب:

في لسان العرب: يُراد به النقل، ومنه نسخ الكتاب: أي نقل صورته إلى كتاب آخر {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} الجاثية29، أي ننسخ ما تكتبه الحفظة، فيثبت عند الله سبحانه.

.معنى التصوير والصورة في لغة العرب:

1. لسان العرب: المُصَوِّرْ هو الذي صَوَّر جميع الموجودات ورتبها فأَعطى كل شيء منها صورة خاصة يتميز بها على كثرتها. وقد صَوَّرَهُ صُورةً حَسَنَةً فتَصَوَّر (تشكل). والتَّصاوِيرُ: التَّماثيلُ.
2. مختار الصحاح: التِّمْثَالُ هو الصورة المصورة.
3. تاج العروس: الصُّورَةُ بالضَّمّ: الشَّكْلُ والهَيْئةُ والحقيقةُ والصِّفة. وقال المصنّف في البصائر: الصُّورَةُ ما ينتقش به الإنسان ويتميَّزُ بها عن غيره وذلك ضَرْبانِ: ضَرْبٌ محسوس يُدْركُها الإنسانُ وكثيرٌ من الحيوانات كصُورَةِ الإنْسَان والفَرَسِ والحِمارِ. والثاني: معقُولٌ يُدْرِكه الخاصَّةُ دونَ العَامَّة كالصُّورَةِ التي اخْتُصّ الإنْسَانُ بها من العَقْلِ والرَّويّضةِ والمَعَاني التي مُيِّزَ بها وإلى الصُّورتَيْن أشارَ تعالى: {وَصَوَّرَكُمْ فأحْسَنَ صُوَرَكُمْ}. وقد صَوَّرَهُ صُورةً حَسَنَةً فتَصَوَّر (تشكل).

.معنى التماثلُ في لغة العرب وعلاقة ذلك بالتصوير:

1. في لسان العرب وتاج العروس: مِثل كلمةُ تَسْوِيَةٍ والفرقُ بين المُماثَلةِ والمُساواةِ أنّ التساويَ هو التكافُؤُ في المِقدارِ لا يزيدُ ولا يَنْقُصُ وأمّا المُماثَلةُ فقد تكون على الإطلاق فمعناه أنه يَسُدُّ مَسَدَّه وإذا قيل: هو مثلُه في كذا فهو مُساوٍ له في جِهةٍ دونَ جِهةٍ. وماثَلَ الشيءَ شابهه والتِّمْثالُ الصُّورةُ والجمع التَّماثيل ومَثَّل له الشيءَ صوَّره حتى كأَنه ينظر إِليه. والتِّمْثال اسم للشيء المصنوع مشبَّهًا بخلق من خلق الله وجمعه التَّماثيل وأَصله من مَثَّلْت الشيء بالشيء إِذا قدَّرته على قدره.
2. مختار الصحاح: مِثْلٌ كلمة تسوية والمَثَلُ ما يضرب به من الأمثال ومَثَّلَ له كذا تمثِيلًا إذا صور له مثاله بالكتابة أو غيرها والتِمْثَالُ الصورة والجمع التَمَاثِيلُ.

.علاقة التصوير والتمثيل بالحامض النووى والكروموسومات:

1. العلاقة بين الكائن الحي والحامض النووي علاقة مماثله (تصوير) وليست مساواة (نسخ) وذلك لاختلاف الحجم فهما غير متكافئين في المقدار اذ أن الحامض النووي في حجم الذر بالنسبة للكائن الحي. إلا أن الحامض النووي يحمل صوره للكائن تمثل الشَّكْلُ والهَيْئةُ والحقيقةُ والصِّفة بمعنى أنه يحمل الصفات المرئية وغير المرئية للكائن. فالحامض النووي يشبه الإنسان في جهة دون جهة.
2. الحامض النووي عبارة عن شفره وراثية مشابهه للكائن. وعليه فالحامض النووي هو اسم لشيء مصنوع مشبَّهًا بخلق من خلق الله وأَصله من مَثَّلْت الشيء بالشيء إِذا قدَّرته على قدره ويكون تَمْثيل الشيء بالشيء تشبيهًا به واسم ذلك الممثَّل تِمْثال.
3. الحامض النووي يسد مسد الكائن الحي فهو مِثلُه على الإطلاق في الصفات وبالحامض النووي يستدل على الكائن الخاص بذلك الحامض النووي اذ أن لكل كائن الحامض النووي الخاص به.

.تعريف اسم الله المصور:

هو قدرة الله على أن يجعل لكل كائن من الكائنات الحية صورة مميزة له عن الكائنات الأخرى مع أخذ صوره طبق الأصل من الصفات الشكلية للكائن على الحامض النووي بحيث يكون لكل صفه شكليه (phenotype صفه جينية (Genotype) مقابله لها بكيفية لا يعلمها إلا الله، وبحيث يكون لكل كائن حي صورة وراثية خاصة به.

.شرح آيات وأحاديث الخلق والتصوير (التقدير) الوراثي للإنسان:

يدور الكلام في هذا الباب على أربعة مراحل اساسية:
1. خلق وتصوير آدم وحواء والخلايا الجنسية المكونة لأمشاج الذرية.
2. خلق وتصوير الأمشاج في الأصلاب.
3. التلقيح والتقدير الوراثي في النطفة.
4. خلق وتصوير الذرية في الأرحام.
ولكبر حجم الموضوع فسوف اكتفى في هذا البحث بشرح المرحلتين الأولى والثانية مع ربطهما بالرابعة لتتم الفائدة، على أن يكون شرح المرحلتين الثالثة والرابعة في بحث لاحق بإذن الله.
1- خلق وتصوير آدم وحواء والخلايا الجنسية المكونة لأمشاج الذرية:
قال تعالى عن الخلق الأول {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ} 11 الأعراف.
معنى خلقناكم في الآية: (صوره 2).
خلق الجنس البشرى بالكامل ابتداء من خلق آدم بكل صفاته الشكلية المرئية وغير المرئية بما فيها الخلية الجنسية المكونة للمشيج الذكرى (Spermatogonium) في الخصية ثم خلق حواء من آدم {وخلق منها زوجها} بكل صفاتها الشكلية المرئية وغير المرئية بما فيها الخلية الجنسية المكونة للمشيج الأنثوي (Oogonium) في المبيض. والخلايا الجنسية هي بداية خلق أمشاج الذرية في الأصلاب كما سنرى ذلك في المرحلة الثانية من مراحل التقدير الوراثي للإنسان. صوره 2. معنى {خلقناكم}.
معنى {صورناكم} في الآية: صورة 3.
هذه الكلمة تدل على ثلاثة أنواع من التصوير الوراثي:
1. تصوير آدم: هو تصوير الصفات الشكلية المرئية وغير المرئية (phenotype) لجسد آدم على الحامض النووي في الخلية الجسدية والجنسية بحيث لا توجد صغيره أو كبيره من صفات آدم الجسدية إلا ولها صوره طبق الأصل ممثله بعدد معين من الجينات (Genotyping).
2. تصوير حواء: وقد تم والله أعلم كتصوير آدم.
3. تصوير الذرية: بما أن كلمة صورناكم تتضمن تصوير الخلايا الجنسية لآدم وحواء والتي تمثل الأصل في تصوير أمشاج الذرية في الأصلاب، إذاّ فكلمة صورناكم تشمل تصوير الذرية في الأصلاب كما سنرى ذلك في المرحلة الثانية من مراحل التقدير الوراثي للإنسان.
(صوره 3. معنى {صورناكم}.
2- خلق وتصوير الأمشاج في الأصلاب (gametogenesis).
(صوره 4. شكل الكروموسوم).
بدأ الله خلق الذرية في الأصلاب بخلق الخلايا الجنسية (Germinal cells) المكونة للحيوانات المنوية في آدم (Spermatogonium) والمكونة للبويضات في حواء (Oogonium). والخلايا الجنسية في الخصية والمبيض تحتوى على 46 كروموسوم فردى (23 زوج) مثل الخلايا الجسدية، وكل كروموسوم يتكون من خيطين متصلين بنقطة مركزية (centromere) على شكل حرف اكس (صوره 4)، وهذه الكروموسومات تظهر في الخلية في فترات انقسامها.
يتم خلق الأمشاج من الخلايا الجنسية كالآتي:
أولا: الانقسام التضاعفي = الميتوزي (Mitosis).
الهدف منه زيادة عدد الخلايا الجنسية وتكوين مخزون للمستقبل. في هذا الانقسام يحدث انشطار لكل كروموسوم في الخلية الجنسية إلى نصفين بحيث تتحول ال 46 كروموسوم كامل في الخلية الجنسية إلى 92 نصف كروموسوم. يتبع ذلك انقسام الخلية الجنسية إلى خليتين متماثلتين تحتوى كل منهما على 46 نصف كروموسوم. بعد الانقسام إلى خليتين يتم تصوير (نسخ) كل نصف كروموسوم في كل خليه ليعطى النصف المكمل له بحيث تتحول أنصاف الكروموسومات إلى كروموسومات كاملة (صوره 5).
(صوره 5. الانقسام التضاعفي = الميتوزى).
ثانيا: الانقسام الاختزالي = الميوزى (Meiosis).
الهدف منه تحويل الخلية الجنسية في الأصلاب إلى الأمشاج وذلك على مرحلتين:
1. الانقسام الاختزالي الأول = التنصيفى (الميوزى الأول): (صورة 6).
يهدف إلى اختزال عدد 46 كروموسوم فردى كامل (23 زوج) في الخلية الجنسية إلى نصف العدد في الأمشاج أي 23 كروموسوم فردى كامل. وفيه تنقسم الخلية الجنسية إلى خليتين كل منهما تحتوى على 23 كروموسوم فردى كامل وتسمى الخلية المشيجيه الأولية. مع العلم بأنه أثناء الانقسام التنصيفى الأول يحدث تبادل لبعض الجينات بين كل كروموسومين من الكروموسومات الزوجية المتماثلة في الشكل وهذا ما يعرف في الوراثة باسم التصالب (كيازما) أو العبور (CHISMATA = Cross over). ويعد التصالب المسؤول الرئيسي عن تحسين النسل حيث ينشأ عنه اختلاف في صفات الأمشاج الجينية عن بعضها البعض وعن الأصل بحيث أن الأبناء لا تشابه الآباء وبحيث يختلف البشر عن بعضهم البعض. وعملية التصالب لكي تحدث تمر بالخطوات الآتية (صورة 7):
أ- في كل زوج من الكروموسومات الزوجية المتماثلة يحدث ميل لأحدهما على الأخر.
ب- التعانق بين كل كروموسومين من الكروموسومات الزوجية المتماثلة في الشكل.
ت- تكثف بعض من أجزاء الكروموسومات المتعانقه ليتكون عليها عقد (loop = Knob) قريبة الشبه من شلة الخيط (Slooped skeins) المتصله بخيط رفيع أو رأس الإنسان على عنقه.
ث- تثاقل العقد على أطراف الكروموسومات المتعانقة (أو تثاقل الرأس على العنق إذا مالت جانبا).
ج- هذا التثاقل عند أطراف الكروموسومات المتعانقة يؤدى إلى حدوث توتر عند العنق لا يزول إلا بحدوث تشققات عند العنق (Craks) ينشأ عنها تقطع أطراف الكروموسومات المتعانقة إلى قطع صغيره مع تبادل القطع بين الكروموسومات المتعانقة لكي ينشأ تغيير في صفات الأمشاج الجينية عن بعضها البعض وعن الأصل.